[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]السبت, 5 ديسمبر 2009
د. محمود إبراهيم الدوعان
تزاحمت
الأفكار في ذهني عما أكتب عن كارثة محافظة جدة يوم الأربعاء 8/12/1430هـ
وما أصابها من الضرر والأذى وذهاب الأنفس والممتلكات ولكن «ما شاء الله
كان وما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط
بكل شيء علما»، (فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)، ولا
نقول إلا ما يُرضي ربنا: (إنا لله وإنا إيه راجعون).. ثم عزاؤنا لذوي
الشهداء ممن قضوا نحبهم في سيل الأربعاء، ونقول لهم: عظم الله أجركم وأحسن
الله عزاءكم ونسأل الله أن يشملهم بواسع رحمته. وقد جبر كسرنا وخفف مصابنا
فيمن فقدناه من الأرواح والممتلكات خطاب والدنا جميعا خادم الحرمين
الشريفين حيث أمر حفظه الله بتكوين لجنة لتقصي الحقائق وعلى مستوى عالٍ
جدا لتحديد مسؤولية كل جهة قصرت في أداء واجباتها تجاه سكان هذا البلد وما
آلت إليه مشاريعنا العديدة إلى نوع من الإهمال والاستهتار واللامبالاة
والفساد الإداري والمالي، وكما يقال من أمن العقاب أساء الأدب. ونحن في
الوقت الراهن لا نريد أن نواصل البكاء على ما فات، ولكن نريد أن نبحث عن
حلول عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه للمدينة كلها من جراء الكوارث الطبيعية
القادمة -لا سمح الله- إذن، فالسؤال الأهم الآن، ما التدابير التي يمكن
الأخذ بها حتى نضمن سلامة سكان محافظة جدة من مغبة الأمطار والسيول
القادمة التي يمكن أن تحدث خلال الأيام أو الأشهر المقبلة؟ وإجابة على ذلك
يتوجب علينا الآتي وفوراً، وكل في مجاله:
- تخفيض منسوب بحيرة الصرف
الصحي (المسك) إلى أدنى حد لها، وتصريف مياهها إلى قناة تصريف السيول
الجنوبية باتجاه البحر، بغض النظر عن تلوث مياه البحر بالمياه الآسنة (حتى
نأخذ بمبدأ أخف الضررين) لأن سلامة المدينة وأهلها من التلوث والأوبئة
والدمار الشامل أجدى وأنفع من تلوث مياه البحر (في الوقت الحالي) لأنه مضى
علينا أكثر من 30 عاما ونحن مستمرون في تلويث مياه البحر بدون أدنى اهتمام
أو اكتراث!!
- تحديد أماكن الإيواء وإعلان مسمياتها ومواقعها عبر وسائل
الإعلام المختلفة ليسهل على المهجّرين من مساكنهم التوجه إليها وتكون
جاهزة لاستقبالهم.
- تحديد مواقع الأحياء التي سوف يصل إليها تأثير مياه بحيرة الصرف في حالة انفجار السد لا سمح الله.
-
إنشاء صفارات إنذار بجوار السد حتى يمكن استخدامها لتنبيه السكان حالة
وقوع أي طارئ بدلا من الطرق البدائية في استخدام مكبرات الصوت التي يمكن
إساءة استخدامها.
- رفع مخلفات سيل الأربعاء عاجلا من الجثث المطمورة والحيوانات النافقة لأنها سوف تؤثر سالبا على صحة البيئة.
- قفل الأنفاق بمدينة جدة مع حدوث أمطار غزيرة خاصة نفق طريق الملك عبد الله ونفق الجامعة.
-
قفل طريق الحرمين السريع حال تدفق مياه السيول أو في حالة انهيار سد بحيرة
الصرف لا قدر الله. وتحويل السيارات إلى طرق أخرى أكثر أمانا حفاظا على
أرواح السالكين.
- تفعيل دور وسائل الإعلام (مسموعة ومقروءة ومرئية)
للإعلان عن المناطق المنكوبة وتحذير سكان المدينة من الذهاب إلى تلك
المناطق وتجنب التوجه إليها، مع تحديد المسارات الآمنة في داخل وخارج
المدينة.
- صرف الإعانات المادية الفورية (المصاريف اليومية) لمستحقيها
من المتضررين وبدون تأخير، والبعد عن (البيروقراطية) وإذلال الناس مقابل
حفنة من الريالات لا توازي حجم الحدث الذي يمرون فيه.
- توفير
الضروريات العاجلة للمنكوبين من مأكل ومشرب ووسائل اتصال حتى يتسنى لهم
الشعور بالراحة والاطمئنان. والله أسأل أن يحفظ بلادنا وولاة أمرنا
ومواطنينا من كل مكروه. وقد قال سبحانه وتعالى في محكم التنزيل (فعسى أن
تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا).
